فصل: سعيد بن اثردى:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: عيون الأنباء في طبقات الأطباء (نسخة منقحة)



.أبو الغنائم هبة اللّه بن علي بن الحسين بن اثردى:

من أهل بغداد متميز في الحكمة، فاضل في صناعة الطب، مشهور بالجودة في العلم والعمل.
ولأبي الغنائم هبة اللّه بن علي بن اثردى من الكتب تعاليق طبية وفلسفية، مقالة في أن اللذة في النوم في أي وقت توجد منه، وألف هذه المقالة لأبي نصر التكريتي طبيب الأمير ابن مران، علي بن هبة اللّه بن اثردى هو أبو الحسن علي بن هبة اللّه بن علي بن اثردى من أهل بغداد، طبيب فاضل مشهور بالتقدم في صناعة الطب وجودة المعرفة لها، حسن المعالجة جيد التصنيف.ولعلي بن هبة اللّه بن اثردى من الكتب شرح كتاب دعوة الأطباء ألفه لأبي العلاء محفوظ ابن المسيحي المتطبب.

.سعيد بن اثردى:

هو أبو الغنائم سعيد بن هبة اللّه بن اثردى، من الأطباء المشهورين ببغداد، وكان ساعور البيمارستان العضدي، ومتقدمًا في أيام المقتفي بأمر اللّه.

.أبو علي الحسن بن علي بن اثردى:

فاضل في صناعة الطب جيد الأعمال حسن المعالجة، وكان من المشكورين ببغداد.

.جمال الدين علي بن اثردى:

هو جمال الدين أبو الح»سن علي بن أبي الغنائم سعيد بن هبة اللّه بن علي بن اثردى، فاضل في صناعة الطب، عال بها، متميز في علمها وعملها، كان همام الدين العبدي الشاعر قد استعار من جمال الدين علي بن اثردى كتاب مسائل حنين فقال يمدحه ويشعره بأن المسائل العارية قد وقع عليها اختياره على سبيل الدعابة، وذلك سنة ثمانين وخمسمائة:
حياك رقراق الحيا ** عني وخفاف النسيم

فلأنت ذو الخُلْق الكريم ** وأنت ذو الخَلْق الوسيم

غَدِقُ الأنامل بالندى ** لَبِقُ الشمائل بالنعيم

ما افتر إلا فرّ جيش ** دُجْنَّةِ الليل البهيم

نضر الفكاهة كالحما ** م جرى على زهر الجميم

ويسير أوقات الثراء ** كثير أفراح النديم

لا بالملول، ولا الجدول ** ولا الجهول ولا المليم

بل يشفع القول اللطيف ** بوافر الطول الجسيم

ناد الورى مستصرخًا ** هل من صديق أو حميم

حمال أعباء القرين ** منيع أكناف الحريم

وادع الكرام، ولن يجيب ** سوى أبي الحسن الحكيم

سمعًا جمال الدين قو ** ل مصاحب الود السليم

هل للمسائل رجعة ** يومًا إلى الوطن القديم

هيهات، أعوز ما يروم ** الفحل إلقاح العقيم

بيني وبينك وصلة الأفض ** ال والفضل العميم

والوصلة العظمى حميد ** ولاية النبأ العظيم

إنا ليجمعنا الولاء ** على صراط مستقيم

وقال أيضًا يمدحه:
سل لم جفا جفني الوسن ** بعد بعاد من ظعن

ومن نأى بالصبر لم ** غادر في قلبي الحزن

وقل لمن خال الهوى ** قل لي على البعد وطن

لم يبعد الوجد الذي ** خلفه البين ولن

ولن ترى جوانحي ** ساكنة بعد سكن

يا من يظن الحب من ** أيسر أحداث الزمن

الحب ما صير ثو ** ب المرء للمرء كفن

لا ما أسال مدمعًا ** أو جعل السر علن

أما، وممشوق القوا ** م ناعس الطرف أغن

ينص جيد مطفَّل ** تنشد خشفًا ما شدن

إني لأشتاق فتى ** لا يتبع المن منن

ولن ترى أحسن من ** شوقي إلى أبي الحسن

مفتتن به فتى ** لولا هواه ما افتتن

أحن شوقًا وجوى ** فليته اشتاق وحن

ولا أزال سائلًا ** عنه فهل يسأل عن

هيهات أين ذو خلا ** من ذي غرام وشجن

أخو الهوى ليس له ** من أسهم الوجد جنن

تكاد تجري نفسه ** لولا ارتباط بالبدن

وكيف لا أعشق معسول ** العطاء واللسن

للمجد ما جاد به ** وللسماح ما خزن

فسمحه ذكاؤه ** وللسماحات فطن

لا ثلَّ عرش سعده ** ولا وهى ولا وهن

أحمده لا طالبًا ** منه على الحمد ثمن

ولا وداد من نأى ** عن الظباء والضبن

فابق لنا ما سجعت ** حمامة على فنن

وامض كما تؤثر من ** نهج العلى على سنن

وليهنك العيد الذي ** به العداة لم تهن

.فخر الدين المارديني:

هو الإمام فخر الدين أبو عبد اللّه محمد بن عبد السلام بن عبد الرحمن بن عبد الساتر الأنصاري، كان أوحد زمانه وعلامة وقته في العلوم الحكمية، قوي الذكاء فاضل النفس، جيد المعرفة بصناعة الطب، محاولًا لأعمالها، كثير التحقيق، نزيه النفس، محبًا للخير، متقنًا للغة، متفننًا في العربية، مولده في ماردين وأجداده من القدس وكان أبوه قاضياً، ولما فتح نجم الدين الغازي بن أرتق القدس بعث جده عبد الرحمن إلى ماردين وقطن بها هو وأولاده، وكان شيخ فخر الدين المارديني في الحكمة نجم الدين بن صلاح، وهو نجم الدين أبو الفتوح أحمد بن السري، وكان عجميًّا من همذان استدعاه حسام الدين تمرتاش بن الغازي بن أرتق، وكان ابن الصلاح فاضلًا في الحكمة جيد المعرفة بها، خبيرًا بدقائقها وأسرارها، وله تصانيف في الحكمة وأقام في آخر عمره بدمشق وتوفي رحمه اللّه ودفن في مقابر الصوفية عند نهر بانياس بظاهر دمشق؛ وقرأ فخر الدين المارديني صناعة الطب على أمين الدولة بن التلميذ، وحدثني الحكيم سديد الدين محمود بن عمر المعروف بابن رقيقة عن فخر الدين الماردين أنه قرأ كتاب القانون لابن سينا على أمين الدولة بن التلميذ، وباحثه فيه، وبالغ في تصحيحه وتحريره معه، وكان ابن التلميذ يقرأ عليه صناعة المنطق، ومما قرأ عليه في ذلك كتاب المختصر الأوسط للجرجاني لابن سينا، وأقام فخر الدين بن عبد السلام المارديني في مدينة حيني سنين كثيرة، وكان في خدمة نجم الدين بن أرتق، قال سديد الدين محمود بن عمر وكان قد صحب فخر الدين المارديني في مدينة حيني وقرأ عليه صناعة الطب، ولازمه مدة طويلة، ولم يكن يفارقه في سفره ولا حضره إن الشيخ فخر الدين المارديني رحمه اللّه وصل إلى دمشق، وكنت معه في سنة سبع وثمانين وخمسمائة، وأقرأ بها صناعة الطب، وكان له مجلس عام للتدريس، وكان من جملة من اشتغل عليه ولازمه مدة مقامه بدمشق الشيخ مهذب الدين عبد الرحيم بن علي، وقرأ عليه الشيخ مهذب الدين بعض كتاب القانون لابن سينا وصححه معه، ولم يزل الشيخ فخر الدين المارديني مقيمًا بدمشق إلى آخر شهر شعبان سنة تسع وثمانين وخمسمائة، فإنه توجه قاصدًا إلى بلده، ولما عزم على السفر أتاه الشيخ مهذب الدين وسأله إن كان يمكنه أن يقيم بدمشق ليتمم عليه قراءة كتاب القانون، وأن يكون يوصل إلى وكيله برسم النفقة في كل شهر ثلثمائة درهم ناصرية فلم يفعل، وقال العلم لا يباع أصلاً، بل من كان معي فإنني أشغله أين كنت، ولم يمكن مهذب الدين التوجه معه، ولما سافر فخر الدين المارديني من دمشق وكان في طريقه بحلب، نفذ إليه الملك الظاهر غازي بن الملك الناصر صلاح الدين، واستحضره وأعجبه كلامه، فطلب أن يقيم عنده فاعتذر إليه، ولم يقبل منه الملك الظاهر ذلك وأطلق له مالًا كثيرًا وأنعم عليه، وكان عظيم المنزلة عنده، وبقي في خدته نحو سنتين، ثم سافر إلى ماردين.أقول وتوفي فخر الدين المارديني رحمه اللّه يوم السبت الحادي والعشرين من ذي الحجة سنة أربع وتسعين وخمسمائة بآمد، وله من العمر اثنتان وثمانون سنة ووقف جميع كتبه في ماردين في المشهد الذي وقفه حسام الدين بن أرتق، وكان حسام الدين هذا فاضلًا حكيماً، فيلسوفاً، وقد وقف أيضًا في مشهده كتبًا حكمية، والكتب التي وقفها الشيخ فخر الدين هي من أجود الكتب وهي نسخه التي كان قد قرأ أكثرها على مشايخه وحررها، وقد بالغ في تصحيحها وإتقانها.
وحدثني سديد الدين محمود بن عمر وكان حاضرًا عند الشيخ فخر الدين المارديني وقت موته قال لم يزل الشيخ فخر الدين لما أحس بالموت يذكر اللّه تعالى ويمجده ولم يفتر عن ذلك إلى حين قضى، وكان آخر شيء سمعناه منه اللّهم إني آمنت بك وبرسولك؛ صدق أن اللّه يستحي من عذاب الشيخ.
ولفخر الدين المارديني من الكتب شرح قصيدة الشيخ الرئيس بن سينا التي أولها:
هبطت إليك من المحل الأرفع

وكان شرحه لهذه القصيدة لما سأله الأمير عزّ الدين أبو القاسم الخضر بن أبي غالب نصر الأزدي الحمصي ذلك، رسالة فضح فيها بعض من اتهمه بالميل إلى مذهب معيب.